دولة الجِمال والخيم!
طالعتنا صحيفة لبنانية يوم الخميس الماضي بمانشيت كبير على صفحتها الأولى (ماذا تكون دولة الجِمال والخيم لولا نفطها)، وللأمانة فإن أول شيء قمت به هو البحث عن هذه الصحيفة، فلم أجد سوى نصف سطر كتعريف بها وتاريخها ونشأتها في ويكيبيديا!
ما علينا.. الذي سأركز عليه هنا ليس تاريخ وشعبية الصحيفة بل مدى شعبية هذا الرأي وتداوله في الشارع اللبناني، وأعني الرأي النابع من الدونية لكل شيء سعودي البدوي راكب الجمل وساكن الخيم، وتبين أنه فعلاً يمثل رأي أغلبية دأبت على (النفخة الكذابة) والهرطقات وصناعة الأكشن والثرثرات الفارغة كحدوتة (احتجاز الحريري) وأنت نازل!
نعم دولتنا دولة الجمال والأصالة التي (لمت) كل عربي يبحث عن لقمته بكرم وأمان ودون منة، نعم دولتنا التي بدأت «بالخيام» ووصلت لناطحات السحاب والمدن الصناعية والسياحية ومكونات اجتماعية بانتماءات وطنية، في حين غيرها يطحن بعضه البعض بين حجري رحى الحروب الأهلية، وأعظم إنجازاته مليشيات تطحن بعضها البعض ومراقص الهشتك بشتك، أما حضارتنا التي يدعون بأنهم صنعوها فالحضارة لا يصنعها بائعو العطور والمكياج ومصففو الشعر وجرسونات المطاعم، بل تصنعها سواعد أبنائها السمراء!
نقلا عن "عكاظ"